

جاء في كتاب الدارس في تاريخ المدارس[1] أنها: داخل باب الصغير شمالي السور على كتف نهر قليط بالزقاق الآخذ إلى باب الجابية أنشأها الشيخ محمد ابن الشيخ خليل الصمادي في سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة وجعل له دار سكنه شماليها وجعل للزاوية المذكورة بركة ماء ومرتفعات وعلى بابها سبيل يجري إلى ذلك كله الماء من نهر القنوات توفي بكرة النهار يوم الجمعة خامس عشرين جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وتسعمائة سابع عشر أيلول وغسل وكفن وصلي عليه بالجامع الأموي قبل صلاة العصر إماما شيخ الإسلام وقدوة سائر الأنام بقية السلف الكرام مفتي المسلمين وصدر العلماء والمدرسين سيدنا الشيخ بدر الدين محمد بن رضي الدين الغزي ثم صلي عليه بعد العصر ثانيا بجماعة آخرين ثم أعيد به إلى الزاوية المذكورة وصارت المشيخة بعده لولده الشيخ محمد وأما الشيخ خليل والد المتوفى تحت القبة بقرية أذرع فمشهور هناك وفي شهر جمادى الأولى من سنة أربع وخمسين وتسعمائة حصل بدمشق قلقلة كبيرة بين الشيخ الإمام يونس العيثاوي الشافعي إمام وخطيب الجامع المعروف بدمشق بالجامع الجديد وبين الشيخ محمد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ خليل الصمادي المذكور أعلاه وبين أتباعهم بسبب ضرب طبل الباز الذي يتخذونه في حلق الذكر فأنكره عليهم الشيخ يونس العيثاوي ولم يلتفت إليه ذلك والحال أننا أدركنا مشايخنا القدماء من السادة الشافعية رحمهم الله تعالى لم ينكروه عليهم بل أقروه لهم وتبركوا بهم منهم: شيخنا شيخ مشايخ الإسلام تقي الدين أبو بكر ابن قاضي عجلون سلطان الفقهاء ومنهم شيخنا شيخ الإسلام السيد الحسيب النسيب كمال الدين محمد ابن السيد حمزة الحسيني ومنهم شيخ مشايخ الإسلام تقي الدين أبو بكر البلاطنسي ومنهم شيخ الإسلام علاء الدين علي بن أبي اللطيف المقدسي ومنهم شيخ الإسلام نجم الدين محمد بن شكم ومنهم شيخ مشايخ الإسلام الشيخ رضي الدين الغزي ومنهم الشيخ محمد الكفرسوسي ومنهم تقي الدين أبو بكر القاري وغيرهم رحمهم الله تعالى ومن السادة الحنفية شيخ الإسلام جمال الدين يوسف بن طولون وابن أخيه الشيخ شمس الدين محمد بن طولون والشيخ قطب الدين محمد بن سلطان وغيرهم رحمهم الله تعالى ومن السادة الحنابلة قاضي القضاة نجم الدين عمر بن مفلح وشيخ الإسلام شهاب الدين أحمد الشويكاني وابن أخيه شيخ الإسلام زين الدين عبد الرحمن الشويكاني وبقية الحنابلة رحمهم الله تعالى ومن السادة المالكية شيخ الإسلام عبد النبي المغربي المالكي والشيخ علاء الدين علي الخيوطي من بقية المالكية رحمهم الله تعالى ولم نسمع أحدا من هؤلاء من أنكر عليهم ذلك إلا إذا ضربوا الطبول في المساجد ولم يقع ذلك منهم قط بل يضربون طبولهم في الطرقات في بعض الأوقات عند قدوم أقاربهم وملاقاتهم وفي وداعهم حين السفر ويضربونها أيضا في زواياهم وفي بعض بيوت مريديهم التي يقيمون فيها الذكر كما جرت به عوائدهم ولم ينكر عليهم في ذلك قديما ولا حديثا وثم الآن بدمشق المحروسة جماعة آخرون من السادة الشافعية ورؤسائهم ويرأسهم شيخنا شيخ الإسلام سيدي بدر الدين بن محمد بن رضي الدين الغزي وولده العلامة البحر الفهامة الشيخ العالم العامل الورع سيدي الشيخ شهاب الدين أحمد عفا الله عنه وبقية العلماء ولم ينكر عليهم في ذلك أحد غير هذا الرجل المشار إليه الشيخ يونس العيثاوي وحده فقط وله طلبة غالبهم صبيان مردان فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم انتهى قول ولد المؤلف شيخ الإسلام أبو زكريا محيي الدين ختم الله له بخير وعفا عنه.
وأيضاً ذكرت في كتاب خطط الشام أنها تقع في الشاغور بمدينة دمشق أنشأها الشيخ محمد بن خليل الصمادي كزاوية ومسجد سنة 1054 للهجرة
وتقع بجوار الزاوية البسطامية من جهة الشمال وهي بلصق درج البراق وقد سدّ بابها كالبسطامية في المئة التاسعة للهجرة 900هـ[2]،أسفل صحن الصخرة من جهة الشرق عند الزيتون وهي مكان مأنوس كان يجتمع فيه الناس من فقراء البسطامية.
ذكر الزاوية الصمادية في منادمة الأطلال ومسامرة الخيال للعلامة الشيخ عبد القادر بدران بالصفحة 381: ” وتقع بمحلة الشاغور بالقرب من الباب الصغير (جيرون) المسمى الآن بباب الشاغور والذي بناه كما ذكر النجم الغزي في كتابه الشيخ محمد بن خليل بن علي بن عيسى بن أحمد بن صالح بن عيسى بن داوود بن مسلّم بفتح اللام المشددة الصمادي ثم الدمشقي الشافعي القادري شيخ الطريقة الصمادية بالشام
وقد ورد في الصفحة 307 ج 1 من كتاب القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية عن الزاوية الصمادية: هي غربي زاوية عين الملك، إنشاء أحمد وبكيرة ولدي الجاموس الزرعيين المتسبيين لما تلمذا للشيخ محمد الصمادي في حدود 915هـ وأقاما بها الذكر وهو مستمر بها ليلة الجمعة (دثرت ثم تم أحياؤها حديثاً عام 2015 على يد الشيخ مصطفى حموش ).
وجاء ذكرها في كتاب الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي في الصفحة 219/2 و الصفحة 231 عن ترجمة الزاوية الصمادية وهي داخل الباب الصغير شمالي السور على كتف نهر قليط بالزقاق الآخذ إلى باب الجابية أنشأها الشيخ شمس الدين محمد بن خليل الصمادي في بدايات العهد العثماني سنة 932هـ ومات سنة 948هـ
وجاءت ترجمة الشيخ شمس الدين في الشذرات في سنة اثنين وثلاثين وتسعمائة 932 للهجرة وجعل له دار سكنه شماليها وجعل زاوية المذكور بركة ماء ومرتفعات، وعلى بابها سبيل يجري إلى ذلك كله الماء من نهر القنوات، توفي بكرة النهار من يوم الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة 948هـ 17 أيلول وغسل وكفن وصلي عليه بالجامع الأموي قبل صلاة العصر اماماً شيخ الإسلام وقدوة سائر الأنام بقية السلف الكرام مفتي المسلمين وصدر العلماء والمدرسين سيدنا بدر الدين محمد بن رضي الدين الغزي ثم صلي عليه بعد العصر بجماعة آخرين ثم أعيد به إلى الزاوية المذكورة وصارت المشيخة بعده لولده محمد وأما الشيخ خليل الصمادي بن علي فهو والد الشيخ المتوفى تحت لقبه بقرية اذرعات فمشهور هناك.
وقد ورد في كتاب النقوش الكتابية في أوابد دمشق للدكتور العلامة قتيبة الشهابي: الزاوية الصمادية: داخل الباب الصغير، زقاق الصمادية من زوايا العهد العثماني المبكر، أنشأها الشيخ شمس الدين محمد بن خليل بن علي الصمادي القادري من الأولياء وشيخ الطريقة الصمادية بالشام سنة 932هـ وجدّت سنة 1054هـ ويوجد كتابات بالكاشاني فوق المحراب، وجدد عمارة هذه الزاوية المباركة سلطان البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين السلطان ابن السلطان إبراهيم خان ابن السلطان خان خلّد الله ملكه وأجرى في بحار السعادة فلكه بجاه سيدنا محمد@ وذلك بسعي مولانا الشيخ إبراهيم بن الشيخ مسلم الصمادي خادم السادة القادرية سنة 1054هـ وكتب فوق محراب الزاوية:
بعون الله رب الناس وهو المالك الأقوى بنا السلطان إبراهيم زاوية كما يهوى
بأرض دمشق ذات الروض والأنهار والأهوى لقوم عندهم ذكر للإله ألذ من الحلوى
صماديون حبهم بلا منّ ولا سلوى وبصدق خوفهم ربنا نالوا الغاية القصوى
وشيخهم لاواه حليم ماله دعوى عظيم الخلق محمود يوازي حلمه رضوى
بها الأذكار قد صليت وآثار النبي تروى أتى تاريخها بيتاً مزيداً أقوى
بنو بالصدق زاوية أساس بانيها التقوى سنة 1054هـ

[1]للنعيمي في الصفحة 381/1
[2]من كتاب الأنس الجليل في القدس والخليل لمجير الدين الحبلي ج 2 ص 23
