( أخبار متواترة على ذمة الناقلين)
من نحن؟
برزت بعد ظهور الاسلام عائلات عريقة تمتد في عراقتها على انتسابها إلى آل البيت ومن ثم إلى العلماء والفقهاء في الاسلام، حيث كانت هذه العائلات بدورها تجمع ما بين العلم والثراء، وتكون بذلك قد ضمنت لنفسها المكانة الاجتماعية المرموقة، وهنا تجدوني أقول أن آل الصمادي الذين اكتسبوا اسمهم هذ منذ حوالي 600هـ من جدهم الذي صمدت الماء بدعائه لله سبحانه وتعالى، فلم يك يوجد قبل ذلك عائلات بالمعنى الذي تعرف به الآن، وكان يقال عن المنتسب لها أنه الحسيب النسيب فلان بن فلان ثم يذكر له اسم عائلة وقد اكتسبنا هذا الاسم من واقعة وردت سابقاً أو من السكنى في قرية صماد، أو قد تكون قد لقب بها جد سابق كان من مريدي الشيوخ الصمادية ومن أمثالهم التلمسانية والأذربيجانية وآل المغربي الصباغ ( الجزائري) المنتسبين إلى جدهم محمد طاهر وابنه محمد قاسم المولود في وهران والذي قدم إلى دمشق للاقامة فيها عام 1824م تقريباً وكان من مريدي الشيخ مصطفى الصمادي في زاويته أو عائلة حوراني أو صمادي الزبداني وغيرهم الذين نعلم عنهم أو لا نعلم، وعلى جميع الأحوال فهم لا يمثلون إلا القلة القليلة جداً من آل الصمادي المنتسبون بشكل صحيح إلى سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، كما يُشير كتاب عشائر شمالي الأردن لمؤلفه الباحث الدكتور محمود محسن فالح المهيدات إلى أن عشيرة الصمادية المنتشرة في منطقة عجلون وفي النعيمه يعودون في جذورهم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب(ر)، ويَذكر أن العشيرة تحتفظ بحجَّةٍ تؤكد انتسابهم للحسين يعود تاريخها إلى عام 945هـ مأخوذة عن حجَّةٍ يعود تاريخها إلى عام 605هـ، ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في القسم الثاني من الجزء الثاني من كتابه الموسوعي ( بلادنا فلسطين) أن آل الصُمادي- بضم الصّاد- من عائلات نابلس المعروفة وأنها دُعيت بهذا الاسم نسبة إلى قرية صُماد – بضم الصّاد- وهي قرية من قرى حوران التي نزل بها أحد أجدادهم، ويشير الكتاب إلى أن بنو الصمادي طائفة كثيرة ثبت شرف نسبهم من جهة الآباء في سنة 985هـ بالمخطوطات التي كانت عند بني عمهم لم يذكر الكتاب من هم، وقد ذكرهم كل من المُحبي والمرادي، ويذكر الصُماديون بنابلس أن أول من نزلها من أجدادهم هوالشيخ مسلم الذي ما زال قبره معروفاً في محلة الحبلة إلى الجنوب من مسجد الأنبياء، وفي الجزء الخامس من كتابه المرجعي (معلمة للتراث الأردني) نشر الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُزيزي تعقيباً من السيدين عبد الحليم أحمد بن حامد الصُمادي ودريد نبيه الصُمادي يذكران فيه أن نسب عشيرة الصُمادية يعود إلى الحسين بن علي بن أبي طالب من زوجته فاطمة الزهراء(ر)، وأن لدى العشيرة حجة بهذا النسب الشريف مؤرَّخه في ربيع الأول من عام 945هـ منقولة من حجة نسب مؤرخة في ذي الحجة من عام 605هـ موقعة بعدة تواقيع لعلماء وأشراف في تلك المرحلة منهم نقيب الأشراف في مصر عز الدين بن أحمد بن محمد الحسيني، ويقول التعقيب إن جدَّ عشيرة الصُمادية المؤسِّـس الشيخ مسلم قدم مع جيوش السلطان صلاح الدين الأيوبي من بغداد إلى بلاد الشام حيث شارك مع جند صلاح الدين بفتح حوران واستقرَّ في قرية (صُماد) القريبة من بلدة بصرى الشام، وقد منحها السلطان صلاح الدين للشيخ مسلم فصار يعرف بالصُمادي وانتقل الإسم من بعده إلى أعقابه فصاروا يعرفون بالصمادية، ويذكر التعقيب أن الشيخ أحمد نجل الشيخ مسلم والشيخ محمد المُكنـَّـى بالبعَّاج وهوحفيد الشيخ مسلم شاركوا في حملة القائد الأيوبي عز الدين بن أسامة في فتح عجلون واستقرَّ الشيخ محمد (البعَّاج) في عجلون مع أعقابه وتوزَّع بعض أعقابه في النعيمة وجرش وسوف بشمال الأردن وفي لوبية بفلسطين، ورافق الشيخ يوسف نجل الشيخ مسلم الجيش الإسلامي إلى لواء الجليل واستقرَّ به المقام في صفد وأعقب عدداً من الأبناء منهم الشيخ إبراهيم الصمادي الذي توفي في صفد ودفن فيها، وبعد موته ارتحل عدد من سلالته إلى عنجرة القريبة من عجلون، وارتحل فريق آخر إلى غزَّة بجنوب فلسطين، وارتحل فريق آخر إلى البقاع في لبنان، ويُعرف أعقاب الشيخ يوسف بن مسلم في صفد وغزَّة والبقاع باسم آل مراد أو المرادات، أما الشيخان داوود وعلي نجلا الشيخ مسلم فبقيا معه في قرية صُماد وأعقبا ذرية كبيرة توزَّعت على دمشق ومعضمية القلمون ونواح أخرى في سوريا، وفي أواخر مراحل الفتوحات الإسلامية الأيوبية قدم إلى نابلس الشيخ مسلم الصغير وهوأحد أحفاد الشيخ داوود بن مسلم واستقرَّ في نابلس والجفتلك ولذريته وقف ذري في نابلس، وكان أبناء الشيخ مسلم الجد المؤسِّـس لعشيرة الصمادية من القائمين على شؤون بيت مال المسلمين والإنفاق على الحجاج القادمين من البلاد الإسلامية في العهد الأيوبي، ونظراً لنسبهم الشريف فقد أصدر السلطان العثماني عبد الحميد فرماناً سلطانياً يعفي أبناء عشيرة الصمادية من الجندية كما خصَّـص مبلغاً سنوياً من أموال الدولة لتغطية نفقات دواوين العشيرة، وبقي هذا الفرمان ساري المفعول حتى سقوط الدولة العثمانية.
ورد في كتاب أعلام من حوران ص 166:
إن الأسرة الصمادية هي أسرة شافعية المذهب صوفية المنحى نزيلة دمشق في الشاغور الجواني وفيه زاويتهم المشهورة، وكانت تأخذ من العلم والمواعظ والخطابة بالقدر الكافي عن الأئمة المشهورين وخاصة الشيخ أحمد العيثاوي والشيخ نجم الدين الغزي، وكانت ولادة مشاهير هذه الأسرة في القرن العاشر ووفاتهم في القرن الحادي عشر للهجرة وقد اشتهر ثلاثة منهم شهرة واسعة وكانت لهم الحظوة الدينية والدنيوية لدى الحكام وهم: الشيخ عيسى بن مسلم الصمادي وشقيقه ابراهيم وابن عمهما الشيخ ابراهيم بن أحمد الصمادي والواقع أن هناك أسماء لامعة في الأسرة غير هؤلاء الثلاثة:….
الصمادية: ورد في كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائلها تأليف اللفتنانت كولونيل فردريك تعريب بهاء الدين طوقان عمان
الصمادية: من أكبر حمايل قرية عجلون، يدعون أنهم أبناء الحسين بن علي ولديهم حجة نسب مؤرخة في ربيع الأول لعام 945هـ منقولة من شجرة نسب قديمة ومؤرخة في ذي الحجة سنة 605هـ ومؤرخة من قبل عز الدين بن أحمد بن محمد الحسيني بمصر وقد خرج منهم فروع إلى المعضمية وصماد في جبل العرب بسوريا ودير الشعار وقباطيا بجوار جنين وإلى صفد حيث يعرفون ببيت مراد وإلى نابلس ولوبيا بفلسطين ويقطن بعضهم في قريتي عنجرة والنعيمة ص416.
وورد أيضاً في نفس الكتاب وعلى الصفحات 100-101 وعلى لسان المؤلف ما يلي:
ومن الأمور المستفادة أيضاً كثير من الأسر الرفيعة المقام اجتماعياً، على اثبات نسبها لآل الرسول محمد(ص) وانتمائها، ومن ثم إلى طبقة الأشراف وكأنها بذلك تود تأكيد عروبتها بالاضافة إلى ما يمكن أن تنتفع منه من امتيازات مادية ومعنوية كانت تتمتع بها هذه الطبقة
- ذكر في شجرة نسب الصمادية (نابلس) وهي مسجلة في محكمة نابلس الشرعية رقم 127/68/224 مؤرخة في 29/9/1953م وجاء فيها: ” تشهد بأن العائلة تنتهي نسبها إلى سيدنا علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وشهد عليها قاضي نابلس الشرعي الشيخ سعد الدين العلمي وعدد من رجالات نابلس الأمناء .

- وجاء في كتاب صادر عن دائرة الأوقاف الاسلامية في نابلس مؤرخ في 16/6/1404هـ الموافق 18/3/1984م تشهد بأن الشيخ مسلم الحسيني مدفون في نابلس.
وأحفاد الشيخ مسلم إنما هم أبناء العائلة المتواجدون في نابلس الآن وأهم ما نذكره منهم الأستاذ عصام الصمادي بن صلاح والوارد ترجمة له في العائلات الصمادية في فلسطين وجنوب لبنان.
أما الشيخ علي فأحفاده المتواجدون الآن في سوريا وبوجه التحديد بمعضمية القلمون ودوما وصماد كما هناك عائلات متعددة في سوريا في عقربا وداريا وغيرها، ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من أبناء العائلة بدمشق يعود قدومهم من كناكر وقبلها نابلس كما يذكر بالمشاجر العائلية الموجودة مع أبناء هذه الفروع.
وهناك أيضاً من أبناء العائلة المتواجدون في المغرب العربي كالجزائر والمغرب حيث هاجر إليها الأشراف بسبب نشر الدعوة وبالتحديد سنة 173هـ ومن الكوفة بعد أن نُكّل بأعداد كبيرة من الأشراف على يد الخوارج وسكنوا في فاس إلى سنة 603هـ وقد عاد أحدهم إلى مكة المكرمة وهناك رواية عن ذلك غير مؤكدة، ونتمنى أن تؤسس هذه الموسوعة إلى بداية التقارب بين أبناء العمومة الصمادية وأن تجعلنا متراحمين ومتعاونين فيما بيننا ويمد كل منا يد العون لبقة ابناء عمومتهوأن يكون أساس هذه العلاقة الاحترام والغيرة على مصالح صلة الرحم.
من كتاب جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية ص 288 للدكتور كمال الحوت رئيس جمعية السادة الأشراف في لبنان، دار المشاريع، الطبعة الأولى 1424هـ/2003م تقديم: محقق الأنساب الشريف محمد منير الشويكي الحسيني الدمشقي[1]
[1] د. منير الشويكي: هو الشريف النسابة محقق أنساب آل البيت النبوي الشريف السيد الشرف محمد منير ابن الشيخ محمد الشويكي الحسيني الدمشقي، ولد بدمشق سنة 1387هـ/ 1966م من أسرة علمية، وهو إضافة إلى ذلك مهتم بالمخطوطات العربية والوثائق العثمانية، مجاز من كبار علماء النسب في الدنيا، ساهم في العديد من المؤتمرات، وألقى الكثير من المحاضرات عن علم النسب، وقد أوكلت إليه مجموعة مهام جليلة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: رئيس اللجنة العلمية لتوثيق الأنساب في جمعية أصدقاء دمشق، أمير سر نقيب السادة الأشراف في الجمهورية العربية السورية، الأمين المساعد للشؤون الإدارية في رابطة آل البيت/ المجلس الأعلى للسادة الأشراف في بيت المقدس، عضو اللجنة الاستشارية لمركز الوثائق التاريخية بدمشق… إلخ، عضو في كل من إتحاد المؤرخين العرب، والهيئة العربية لكتابة تاريخ الانساب، والجمعية التاريخية السورية في حمص، ولجنة الوثائق في النادي العربي للمعلومات، ولجنة يوم الوثيقة في مركز المعلومات القومي، له عدة مؤلفات قيمة أغلبها لا يزال مخطوطًا.
Pingback: عمود النسب الصحيح للصمادية - عشيرة الصمادي
A fascinating discussion is worth comment. I think that you should publish more on this issue, it may not be a taboo subject but generally people do not talk about such issues. To the next! Best wishes!!
Thank you for your passing by, and for your kind wishes