الشيخ مسلم بن محمد شمس الدين بن محمد بن خليل ت 1015هـ/1606م

الشيخ مسلم الصمادي بن محمد بن محمد بن خليل: 1015هـ /1606م شيخ الطريقة الصمادية:

الصمادي القادري الشافعي شيخ الطريقة الصمادية بالشام بعد أبيه، وكان حين توفي والده بالبقاع عام 994هـ فأرسل إليه خبر موت أبيه وأبقي والده حتى حضر في صبيحة السبت فدفن والده ذلك اليوم، وولّي المشيخة من بعده وكان صالحاً ديناً سليم الفطرة عالي الهمة في الحلقة واليقظة في مشيخته.

باختصار هو من أشهر مشاهير شيوخ السادة الصمادية الصوفية الدمشقية على الاطلاق والذي بسببه اصدر تقي الدين ابن قاضي عجلون فتيا تم حفظها كمخطوطة هامة في مكتبة الاسد بدمشق لاستخامه الطبول كوسيلة في زياة هيمان الذاكرين للارتقاء والوصول إلى مرحلة الصفاء والتواصل مع الذات الالهية…

زاوية الشيخ مسلم الصمادي بالشاغور

قال النجم الغزي: ” كنت يوماً مريضاً فاشتدت بي الحمى ذات ليلة ( فرأيت رسول الله(ص) في المنام بالجامع الأموي وكان اليوم يوم الجمعة، وأنا عريان، فرأيت حلقة فيها قوم قيام يذكرون الله سبحانه وتعالى، فدخلت بينهم لأستقر فيهم فلما رآني الناس عرياناً فلما فرغوا من الذكر جلسوا، فرأيت رسول الله(ص) صدرهم ولم أعرف من على يميني هو إني رأيت الشيخ محمد الصمادي عن يساره وولده الشيخ مسلم عن يسار أبيه ونقباء الصمادية، فقال(ص): “لا تتعب ما فيهم غير ولدك مسلّم”، قال: ثم استيقظت وقد حصل لي عرق عظيم وعوفيت، فبلغت رؤياي الشيخ محمد الصمادي فبعث إلي وقال لي: “يا سيد نجم، بلغتني رؤياك والله إنها لحق وأريد منك أن تقصصها عليّ فلما قصصتها عليه بكى وقال: لقد صدقت رؤياك ما في جماعتنا غير مسلّم، ثم توفي بعد هذه الرؤيا بيسير وقام ولده الشيخ مسلم مقامه قال: وكنت أقول للشيخ مسلم: يا مولانا الشيخ أنا الذي جئت بتوقيفك بالمشيخة من عند رسول الله(ص) إلى أبيك فيعترف لي بالفضيلة، ويعاملني بالمحبة والاعتقاد وهو كان في نفسه صالحاً ديّناً مباركاً سليم الصدر والفطرة وكان له في حلقته همة عالية في زمان والده، ثم في حال مشيخته وبالجملة فغنه كان من خير خلق الله سبحانه وتعالى وكانت وفاته في جمادى الآخرة سنة 1015هـ[1]. وسافر في أواخر أعوامه إلى بيت المقدس في سيارة على طريقتهم أي القوم يسيرون والمقصود مواكب المشايخ، أصحاب الطرق الصوفية ومؤيديهم ومريديهم التي تذهب لزيارة الأضرحة المعروفة في دمشق أوغيرها من المدن الشامية الأخرى ومعه من الزوار جماعة فتلاقو مع الشيخ عبد الرحيم الحلبي خليفة الشيخ محمد بن سعد الدين، فوجد معهم طبلاً فقال:”.

طبل الشيخ مسلم الصمادي

إن الطبل ليس من طريقة بني سعد الدين وإنما هو مخصوص بنا، وبمن أخذ عنا، فاستخلص الطبل منهم، ولم يقدروا على منعه، ثم سبق خليفة الشيخ محمد بن سعد الدين إليه وشكى وبكى إليه فتأثر من ذلك وتحركت عوام جماعته لذلك وقالوا:” إذا جاء الشيخ مسلم الصمادي فعلنا وفعلنا…، وكان في تخمين الناس أن الشيخ محمد يطاوعهم وخصوصاً وقد تحرك لذلك، وعزم عليه ولده الشيخ عيسى وهو لا يخالف ولده، فلما كان دخول الشيخ مسلم كان الكثير من الناس ممن يوده ويحبه يرجون أن الشيخ مسلم يأتي من غير طريق باب الله خشية الفتنة، وجماعة بني سعد الدين فيهم كثرة من أهل القبيات وغيرهم، وكانت جماعة الصمادية فيهم قوة من أهل الشاغور، فعند ذلك خرج حسن باشا المعروف بشوربزي حسن، وهو جار الصمادية، وكان يومئذ جاويش للسلطان إلى الشيخ محمد وجلس عنده لتسكين الفتنه ثم خرج معرفة الله أفندي الرومي مفتي دمشق ومدرس السليمانية إذ ذاك، وشيخنا والشيخ أحمد بن الشيخ سليمان وآخرون، فدخلوا على الشيخ محمد بن سعد الدين وسلموا عليه، ثم خرجوا للقاء الشيخ مسلم الصمادي ودخلوا به  مارين على الزاوية السعدية، وقد أمرهم الشيخ محمد بإغلاق بابها بعد أن جمع فقراءه داخلها وشغلهم بإقامة الذكر حتى مر الصمادية، وكانت وفاة الشيخ مسلم في جمادى الثانية سنة 1015هـ /1606م ولم أحضر جنازته لأني كنت يومئذ بالبقاع العزيز رحمه الله تعالى.


[1] الجواهر 72 و خلاصة الأثر 4/363 ولطف السمر 656

ما كتب فوق المحراب بالزاوية الصمادية بحي الشاغور الدمشقي

ورد في كتاب النقوش الكتابية في أوابد دمشق للدكتور العلامة قتيبة الشهابي رحمه الله عن الزاوية الصمادية: داخل الباب الصغير، زقاق الصمادية من زوايا العهد العثماني المبكر، أنشأها الشيخ شمس الدين محمد بن خليل بن علي الصمادي القادري من الأولياء وشيخ الطريقة الصمادية بالشام سنة 932هـ وجدّدت سنة 1054هـ ويوجد كتابات بالكاشاني فوق المحراب، وجدد عمارة هذه الزاوية المباركة سلطان البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين السلطان ابن السلطان ابراهيم خان ابن السلطان خان خلّد الله ملكه وأجرى في بحار السعادة فلكه بجاه سيدنا محمد(ص) وذلك بسعي مولانا الشيخ ابراهيم بن الشيخ مسلم الصمادي خادم السادة القادرية سنة 1054هـ وكتب فوق محراب الزاوية:

بعون الله رب الناس وهو المالك الأقوى             بنا السلطان ابراهيم زاوية كما يهوى

بأرض دمشق ذات الروض والأنهار والأهوى     لقوم عندهم ذكر للإله ألذ من الحلوى

صماديون حبهم بلا منّ ولا سلوى                   وبصدق خوفهم ربنا نالوا الغاية القصوى

وشيخهم لاواه حليم ماله دعوى                       عظيم الخلق محمود يوازي حلمه رضوى

بها الأذكار قد صليت وآثار النبي تروى            أتى تاريخها بيتاً مزيداً أقوى

بنو بالصدق زاوية أساس بانيها التقوى                       سنة 1054هـ

وجاء في موسوعة الأسر الشامية للدكتور الشيخ محمد شريف الصواف :

الشيخ مسلم بن محمد شمس الدين بن محمد شمس الدين الذي بنى الزاوية الصمادية بالشاغور (1015هـ/1606م): شيخ الطريقة الصمادية عن أبيه وجده، كان صالحاً معتقداً، محبوباً، عالي الهمة، رحل في نوبة لزيارة بيت المقدس مع أصحابه([1]).

وأولاده عيسى وابراهيم وصالح وداوود فأما عيسى (969-1021هـ/1512-1613م): شيخ الصمادية، كان في شبابه مسرفاً على نفسه، ثم ولي المشيخة بعد أبيه فصلح حاله، وتقدم بعد موت الشيخ محمد بن سعد الدين الجباوي على سائر شيوخ الصوفية ([2]).


([1]) علماء دمشق وأعيانها في القرن (11هـ) 1/198.

([2]) علماء دمشق وأعيانها في القرن (11هـ) 1/286.

admin

الباحث محمد ماهر بن محمد عدنان بن محمد جميل الصمادي محام ومدرس جامعي خريج جامعات لندن وسويسرا، عمل في شركات دولية ومنظمات الأمم المتحدة في جنيف وكينغستون ودمشق، ومشاريع الاتحاد الأوربي في سورية، له العديد من الأبحاث منها في أنساب عائلة الصمادي.

اترك تعليقاً