الشيخ عيسى بن مسلم بن شمس الدين محمد الصمادي

ترجمة الشيخ عيسى الصمادي بن مسلم بن محمد بن محمد بن خليل الصمادي[1]: ولد 969-1021هـ و1512-1613م) الشافعي القادري (كما وردت في الجزء الثالث من خلاصة الأثر للمحبي)، تقدم ذكر أخيه ابراهيم، وقد كان الشيخ في شبيبته مشغولاً باللذات وكان مسرفاً في المصروف ثم تقلبت به الأيام حتى مات جده وأبوه فولي المشيخة الصمادية بعد أبيه، ولما وليها ترك ما كان عليه وأقلع عنه وقام بالمشيخة، وأحسن القيام بها وكان حكام الشام يكرمونه حتى انتدبه أحمد باشا الحافظ للذهاب إلى السردار مراد باشا إلى ديار بكر في التخفيف في النزول فذهب إليه وقضى الأمر وسار قبل ذلك إلى مراد باشا في حلب في الانتقام من الأمير علي بن جانبوذ مع من سار إليه من علماء دمشق وأعيانها ثم تقدم ونبل بعد موت الشيخ محمد بن سعد الدين على سائر الصوفية حتى انتهبته المنية

قال النجم الغزي: وجد بخط جده أبي مسلم أن ولادته كانت في 28 شوال 969هـ وتوفي ليلة الأثنين 6 ذي الحجة 1021هـ ودفن إلى جانب أبيه بزاويتهم المعروفة داخل باب الشاغور رحمه الله تعالى[2]

ضريح الشيخ عيسى بن مسلم الصمادي

الشيخ عيسى بن مسلم بن محمد بن محمد بن خليل الصمادي[3]: 969-1021هـ/1512-1613م شيخ الصمادية ولد في 28 شوال وكان في شبيبته مشغولاً باللذات يسرف في الانفاق ثم تقلبت به الأيام فمات جده وأبوه فولي مشيخة الصمادية بعد أبيه فترك ما كان عليه من الهوى وأقلع وقام بأمر المشيخة. قال المحبي: ” وكان حكام الشام يكرمونه، حتى انتدبه أحمد باشا الحافظ للذهاب إلى السردار مراد باشا إلى ديار بكر في التخفيف في النزول، فذهب إليه وقضى الأمر وسار قبل ذلك إلى مراد باشا وهو في حلب في الانتقام من الأمير علي بن جان بولاد مع من سار إليه من علماء دمشق وأعيانها ثم تقدم ونبل بعد موت الشيخ محمد بن سعد الدين على سائر الصوفية”. توفي بدمشق ليلة الاثنين 6 ذي الحجة  وصلى عليه الشيخ أحمد العيثاوي في الجامع الأموي ودفن إلى جانب أبيه بزاويتهم الصمادية داخل باب الشاغور[4].

وجاء في ترجمته أيضاً الشيخ عيسى بن مسلم بن محمد بن محمد بن خليل الصمادي[5]:

الشافعي القادري وربي في حجر جده وكان يحب ركوب الخيل، بحيث أن غرة الشباب أخذت منه بكل مأخذ وكنت مرة وأنا دون البلوغ في حلقة جده في بعض الجمع بالجامع الأموي ولعله في حدود ثمان أو تسع وثمانين 988 /989هـ فحصل له حالة مزعجة حتى خرج من الحلقة في فناء الجامع الأموي وأبعد ثم عاد وتكرر ذلك منه مراراً، وكأنه يدفع شيئاً بيديه، فلما ختم المجلس أسرّ إليّ، وكان يجاملني ويعاملني معاملة الرجل الكمّل لما بينه وبين والدي من المودة القديمة والمحبة الأكيدة فقال لي:

“يا ولدي، كنت في حملة ستظهر، فلما كان ثاني يوم، يوم السبت أتي بولده ولده الشيخ عيسى محمولاً قنطرت به فرسه في أرض كناكر أو غيرها، ووطئته في مرق (أي ما بين الخاصرة والرفغ اصل الفخذ) فخذه الذي يلي خاصرته، وأخبر الشيخ عيسى أنها لما وطئتني رأيت جدي وقد دفعها عني، ولولا ذلك لكانت قتلتني، ودخلت على جده في اليوم الثاني المذكور فقال لي:

يا ولدي هذه الحملة التي كنت فيها بالأمس وأنا في مجلس الذكر بالجامع، وكان للشيخ أبي مسلم من هذا القبيل كرامات مشهودة وكأنه كان ينظر من حال عيسى إلى خاتمته، ثم تقلبت بالشيخ عيسى> السنون حتى مات جده ثم مات أبوه فولي المشيخة الصمادية بعده، ولما وليّها ترك ما كان عليه وأقلع عما كان منسوباً إليه فغير الجلاس والحلاس والأنفاس ببركة أسلافه الكرام، فقام بالمشيخة أحسن قيام.

لقد نشأ الشيخ عيسى بقرية صماد وتلقن مبادئ القرآن والدين والقراءة والحساب في كتّاب القرية وكان له من الحكام الإكرام التام، وكان له عليهم في المهمات الإقدام حت انتدبه الحافظ أحمد باشا للذهاب إلى السردار مراد باشا إلى ديار بكر في التخفيف في النزول فذهب إليه وقضى الحاجة، وسافر قبل ذلك إلى مراد باشا وهو بحلب في الانتقام من علي بيك ابن جان بلاط مع من سار إليه ثم تقدم ونبل بعد موت الشيخ محمد بن سعد الدين على سائر الصوفية حتى انتهبته المنية، واستكتبني على فتوى وقعت قديماً إلى شيخ الاسلام تقي الدين بن قاضي عجلون وطبقته في طبول الصمادية هل تحلّ أم لا، وأجابوا بالحل قياساً على طبل الجهاد، فإنه لتهيج الشجعان للحرب والقتال، وطبل الصمادية لتهييج قلوب الذاكرين

هذا ملخص ما أجابوا به، ثم بسط والدي بالجواب عن ذلك بما لا يزيد عليه، ثم طلب مني الشيخ عيسى بإشارة من شيخنا شيخ الاسلام أحمد العيثاوي الكتابة عليه فكتبت هذه الأبيات:

الحمد لله الذي قد أنهجــــا                             لمن أراد الخير منه منهجـــا

ثم صـــــلاته مع الســلام                             على النبي ســـــــيد الأنــــام

وآلــــــه الخيرة الأطهــار                             وصــــــحبه البررة الأخيــار

وبعد إن في جواب والدي                             كـــــــــــــفاية لمبتغي الفوائد

ليـــــس على جوابه مزيد                             لأنـــــــــــه مهذب ســـــــديد

بين مـــــــا ألهمه الله على                             من حكمه اللشرعي ثم فصلا

رحمه الله تعالى وشـــــكر                            مســــــعاه ما حدا حويد وذكر

وإنمـــــا طريقة الصمادي                            طـــــريقة واضـحة الســــداد

ليــــس بها هزل ولكن جدّ                            ومن قفاها ســـــــعد منه الجدّ

ولم تزل شــيوخنا بصيرة                             تدعو إلى الله على بصــــيرة

أحوالهم ظاهرة وصــادقة                             وكم بدت على يديهم خارقــة

لا ســــــيما أبو مسلم الذي                            عطرنا منه بطيبه الشــــــذي

كان يجلّنـــــي وقد دعا لي                            بدعوة صــــــالحة ترجى لي

وبعده ولــــــــــــده المكرم                            طريقة مثل اســـــمه مســــلم

كان لنا مؤاخيـــــــاً في الله                            ولم يكن عــــــن ربه باللاهي

وبعده الشيخ الحفيد عيـسى                           قد صـــار عصرنا به مانوسا

قفا الجدود في الطريق وال                           شـــيم ومن شابه أباه فما ظلم

فربنا يرحم منه من ســـلف                           ويمنح التوفيق فضلاً من خلف

وإنما أرجو الدعــــاء منهم                            ورضي الله تعالى عنهـــــــــم

قد قاله النجم هو ابن الغزي الشافعي معترفاً بالعجز في شهر ذي الحجة من ثمان عشرة بعد الألف وهو ثان لحمد ربه مصلياً على محمد والآل والصحبة أولا وقولي وهو ثان، أي لاوي عنان اللسان والقلم إلى ما بدأ به من الحمد والصلاة، أو المراد وهو ثانياً فوقف عليه على لغة ربيعة، ويحمد ربه هو الخبر أو وهو يحمد الله مصلياً على نبيه آخرا كما فعل ذلك أو لاًن ولا يجوز أن يكون من الثناء لأن الفعل منه أنثى، زيادة ولد في صماد وقد وجد تاريخ ميلاده مسجلاً بخط جده وبيده محمد بن محمد بن خليل وهو 28 شوال 969هـ.

وكانت وفاة الشيخ عيسى الصمادي ليلة الأثنين ثمان عشر ذي الحجة الحرام سنة إحدى وعشرين بعد الألف 1021هـ ودفن إلى جانب جده وأبيه بزاويتهم، داخل باب الشاغور بعد أن حمل إلى الجامع الأموي وصلى عليه شيخنا ولقّنه رحمه الله سبحانه وتعالى.

“عيسى الصمادي: ذهب المشايخ ومنهم شيخنا نجم الدين الغزي والشيخ محمد بن السيخ سعد الدين والمشايخ الموصليون والشيخ عيسى الصمادي إلى حلب للشكاية على ابن معن وما صنعه من مساعدة ابن جان بلاط على ما صنع بدمشق في سنة 1017هـ[6].


[1] كما وردت في كتاب منتخبات التواريخ لدمشق لمؤلفه تقي الدين الحصني

[2] وورد في كتاب علماء دمشق وأعيانها في القرن الحادي عشر الهجري

[3] ورد في كتاب لطف السمر وقطف الثمر

[4] جاء ذلك في علماء دمشق وأعيانها في القرن الثاني عشر الهجري / الجزء الثالث للشطي – نسخها د. محمد مطيع الحافظ ود. نزار أباظة

[5] ورد في كتاب لطف السمر وقطف الثمر

[6] كتاب لطف السمر للغزي ص 107، ترجمة الجزء الثاني رقم 239 وكذلك ورد في كتاب منتجات التواريخ لدمشق لتقي الدين الحصني ص 598 حيث توجد ترجمة للشيخ عيسى رضي الله عنه

admin

الباحث محمد ماهر بن محمد عدنان بن محمد جميل الصمادي محام ومدرس جامعي خريج جامعات لندن وسويسرا، عمل في شركات دولية ومنظمات الأمم المتحدة في جنيف وكينغستون ودمشق، ومشاريع الاتحاد الأوربي في سورية، له العديد من الأبحاث منها في أنساب عائلة الصمادي.

اترك تعليقاً