يكنى أبو محمد والدته خولة بنت منظور بن زبان بن يسار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن سمي بن مازن بن فزارة بن ربان وكانت زوجة محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل في موقعة الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب} ولد 37هـ و661 م بالمدينة المنورة وقضى حياته فيها، وذكر انه لما توفي الحسن السبط ترك ابنه الحسن المثنى في سن تتراوح بين عشر سنوات على أقل تقدير وثلاث عشر سنوات على أقصاه. لقد عاش الحسن المثنى مأساة مقتل أبيه وتجرع من كأس اليتم هو بدوره. وكان قد أوصى له والده بأمر صدقات جده علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعا. وكان الحسن قد خطب إلى عمه الحسين إحدى بناته فأبرز إليه فاطمة وسكينة وقال: “يا بن أخي اختر أيتهما شئت، فاستحى الحسن(ر) وسكت، فقال الحسين(ر) قد زوجتك فاطمة فإنها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول الله(ص)”. تابعي من رواة الحديث النبوي الشريف، كبير الطالبيين في عهده
كان الحسن بن الحسن بن علي} يتولى صدقات أمير المؤمنين علي ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين ثم سلمها، فلما كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن علي أن يشركه فيها، فأبى عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينما الحسن يساير الحجاج ذات يوم قال: ” يا أبا محمد إن عمر بن علي عمك وبقية ولد أبيك فأشركه معك في صدقات أبيه، فقال الحسن(ر): “والله لا أغيّر ما شرط علي ولا أدخل فيها من لم يدخله” وكان أمير المؤمنين قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده، فقال الحجاج: إذاً أدخله معك، فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه وذهب للشام والتقى بعبد الملك، فكتب الخليفة إلى الحجاج كتاباً أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده ولا يدخل معه من لا يدخله علي.
وكان الحسن المثنى بن الحسن السبط(ر) قد شهد الطف مع عمه الحسين بن علي(ر) وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رقعاً، فقال اسماء بن خارجة بن عينية بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري: “دعوه لي، فإن وهبه الأمير عبيد الله بن زياد لي وإلا أرى رأيه فيه، فترك له، فحمله إلى الكوفة وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد فقال: دعوا لأبي حسان ابن أخته، وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة”.
وأخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي لوط بن يحيى أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قاتل بين يدي عمه الحسين وهو فارس، وله يومئذ عشرون سنة، وأصابته ثمان عشرة جراحة حتى ارْتَث ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسماء بن خارجة الفزاري، فانتزعه من بين الأسرى وقال : والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً. فقال عُمَر بن سعد : دعوا لأبي حسان ابن أخته، وهكذا أُخلي سبيله. ورده إلى الكوفة وداووا جراحه، وبقي عنده ثلاثة أشهر حتى عوفي وسلم، وانصرف إلى المدينة، فبنى بعد انصرافه بسنة بفاطمة بنت الحسين بن علي بنت عمه
صفاته (ر):
كان جليلاً مهاباً فاضلاً رئيساً ورعاً زاهداً، ولما مات الحسن حزنت زوجته فاطمة بنت الحسين(ر) وكانت أشبه الناس بجدتها فاطمة الزهراء وكانت(ر) تشبه الحور العين بجمالها، على قبره فسطاطاً وكانت تقوم الليل وتصوم النهار.
وكان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه فلما قتل عبد الرحمن توارى الحسن(ر) حتى دسّ عليه الوليد أو سليمان بن عبد الملك من سقاه سماً فمات وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون عاماً وكان يشبه برسول الله(ص)
زوجاته(ر)
أ. تزوج من بنت عمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي.،وعن كتاب “مقاتل الطالبيين” لأبي فرج الأصفهاني قال: « حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: حدثنا إسماعيل ابن يعقوب قال: حدثني جدي عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن قال: خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه فقال له الحسين اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيى الحسن ولم يحر جواباً، فقال له الحسين: فإنى قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله. وقال حرمى بن العلاء عن الزبير بن بكار: أن الحسن لما خيره عمه اختار فاطمة. وكانوا يقولون: إن امرأة مردودة بها سكينة لمنقطعة القرين في الجمال…». وغني عن الإيضاح أن سكينة هذه هي سكينة بنت الحسين أخت فاطمة بنت الحسين بن علي السالفة الذكر خطيبة الحسن المثنى. ومات عنها ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي سنة 97 هـ ولم تتزوج بعده احدا.
له من الأولاد منها
- عبد الله بن الحسن المثنى الملقب بالمحض لمحض شبهه بالنبي(ص) والكامل لكمال نسبه من جهة أبيه وأمه،
- إبراهيم الشبه الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط لقب بالشبه لشبهه بالنبي(ص) والغمر لإغماره الناس بالجود والكرم. وقيل : القمر لجمالة،
- الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط (مكرر ثلاث مرات سمي أبيه وجده)
- أم كلثوم بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط.
- زينب بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط
ب. أم ولد حبيبة الرومية: وله منها:
- جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط
- وداود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط
- فاطمة بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط
ت. رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي وله منها:
عقبه(ر):
قال صاحب عمدة الطالب: “وأعقب الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب} من خمسة رجال وهم: عبد الله المحض وابراهيم الغمر والحسن المثلث وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي(ر) وهناك داوود وجعفر من أم ولد رومية تدعى حبيبة.
شعره: كان ينظم الشعر ومنه:
في الود مستـشـعـراً من خـيـفة وجــلا خـيـر في الود ممن لا تـزال بــه
ظـنّــاً.. ونســـــــأل عـما قال أو فعــلا إذا تـغـيـب لم نـبـرح نـسـيءُ به
جور الوليد بن عبد الملك و وفاته(ر):
كان عبد الملك بن مروان يهاب الحسن المثنى وقد اتهم هذا الأخير بمكاتبة أهل العراق وأنهم يمنُّونه بالخلافة، فبلغ ذلك الوليد بن عبد الملك كما سبق ذكره، فأمر عامله بالمدينة بجلده، فلم يجلده العامل، وكتب الوليد يبرئه. وقيل للحسن: ألم يقل رسول الله: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال: بلى، ولكن والله لم يَعْن رسول الله بذلك الإمارة والسلطان ولو أراد ذلك لأفصح لهم به. قال صاحب عمدة الطالب: كان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه، فلما قتل عبد الرحمن على إثر ثورته، توارى الحسن حتى دس إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سماً فمات وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون سنة (وفيه خلاف عن سن موته)، ويروى أنه رأى في منامه قبيل وفاته، كأنَّ مكتوباً بين عينيه: ((قل هو الله أحد)) فاستبشر بذلك أهله وفرحوا، فعرضوا الرؤيا على سعيد بن المسيب، فقال: إن كان رآها قلّ ما بقي من عمره، فلم يلبث قليلاً حتى مات في المدينة المنورة ودفن بينبع وبالضبط في ينبع النخل ومزاره معروف بها بين المزرعة وذي هجر وقيل أنه دفن في مقبرة البقيع
وقد قبض الحسن المثنى بن الحسن السبط سنة 97هـ / 715م وقيل 90هـ ولم يدع الإمامة ولا إدعاها له مدع على ما سبق من حال أخيه زيد(ر)، وقد قتل في هذه السنة جماعة أعيان أهل البيت، عبد الله بن الحسن وابناه محمد وابراهيم وأخوه الحسن بن الحسن وأخوه لأمه محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان الملقب بالديباج، وأما عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي القرشي الهاشمي فتابعي، روى عن أبيه وأمه فاطمة بنت الحسين(ر) وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو صحابي جليل وغيرهم.
وروى عنه جماعة منهم سفيان الثوري والداراوردي ومالك، وكان معظماً عند العلماء وكان عابداً كبير القدر، قال يحيى بن معين: كان ثقة صدوقاً، وفد على عمر بن عبد العزيز فأكرمه، ووفد على السفاح فعظمه وأعطاه ألف ألف درهم، فلما ولّي المنصور عامله بعكس ذلك، وكذلك أولاده وأهله وقد قضوا جميعاً والتقوا عند الله عز وجل، وأخذه المنصور وأهل بيته مقيدين مغلولين مهانين من المدينة إلى الهاشمية فأودعهم السجن الضيق فمات أكثرهم فيه، فكان عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن هذا أول من مات فيه بعد خروج ولده محمد بالمدينة وقد قيل أنه قتل في السجن عمداً، وقيل بل مات حتف أنفه والله أعلم، وصل عليه أخوه الحسن بن الحسن ثم مات بعده أخوه الحسن فصل عليه أخوه لأمه محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان ثم قتل بعدهما وحمل رأسه إلى خراسان[1].
روى عن ابيه عن جده(ص) مرفوعاً: “من عال بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه”.
[1] كتاب عروسا كربلاء الحسن المثنى وفاطمة بنت الحسين وكتاب عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد لمؤلفهما الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي
Pingback: باب الأعلام والتراجم والتواريخ الهامة المرتبطة بالعائلة والطرق الصوفية - عشيرة الصمادي