الشاعر مصطفى بن حسن بن محمد الصمادي الدمشقي

ورد  في كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للمرادي جزء رابع:

السيد مصطفى الصمادي بن السيد حسن بن السيد محمد: المعروف بالصمادي الحنفي الدمشقي: أحد الأدباء الكتّاب الذين سحروا برقة بيانهم، وبراعة بنائهم العقول والألباب، كان أديباً عارفاً كاتباً من كتاب الخزينة السلطانية الميرية محتشماً، معظماً متقناً للفنون الأدبية، عشوراً لطيفاً زاهداً وكان بباب الدفتري بدمشق من المحاسن وترجمه السيد الأمين المحبي في ذيل نفحته وأثنى عليه، وقال في وصفه سيد رهط وفريق تنوّعا بين أصيل وعريق رقى من التواضع سلم الشرف، ولم يخشى المعاني في مدحته السرف فاصله في دفتر الفتوة ثابت وغصنه في بحوحة التقديس نابت ولد بكر الفكر من حين ولادته وقلد جيد الأدب من درّه المفصّل بأفخر قلادته فهو للأمل فطنة رجاه، وبعمر وجهه أقبل نهاره، وأدبر دجاه، يهب على الأنفاس من خلائقه بعرف الطيب ويجري من الأهواء مجرى الماء في الغصن الرطيب وثمة أدب بتبرج تبرج العقلية وفكر صفا من الكدر ولا صفا المرآة الصقيلة، وخط آخذ في الحسن كل الحظ، وكأنما أوجده الله ليكون متمتع القلب واللحظ، فمتى سقى قلمه من الحبر أنبت ما بين الجداول عروق البتر فمداده يجول في رقيم الصفحات فتتوشى علاماته، وإذا تحققت فيه النظر فما هو إلا من رقوم الخدود وأداته ولا ماته وله شعر أعده من هدايا الزمان، ولا أحسبه إلا من مفصّلات الجمان والبهرمان، وله أبيات كثيرة في الشعر لم نذكرها لعدم الإطالة، وللسيد محمد العرضي الحلبي في مدحه

ريحان خدك ناسخ                           ما خط يـــاقوت الخدود

وقع الغبار بها كما                           وقع الغبار على الورود

وكانت وفاة صاحب الترجمة في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين ومائة وألف 1137هـ 1724م، ودفن بمرج الدحداح رحمه الله سبحانه وتعالى وله ديوان لطيف في مكتبه برلين الاتحادية الشرقية[1].

الشاعر مصطفى الصمادي? – 1137 هـ / ? – 1724 م[2]:
مصطفى بن حسن بن محمد الصمادي، الحنفي، الدمشقي، شاعر أديب، كاتب من الكتاب الذين سحروا برقة بيانهم وبراعة بنانهم العقول والألباب، من كتاب الخزينة السلطانية الميرية.
وهو القائل: ” إن الذين تقدموا لم يتركوا معنى به يتقدم المتأخر

ورد في كتاب أعلام الفكر في دمشق بين القرنين الأول والثاني عشر للهجرة تأليف إحسان بنت سعيد خلوصي عن السيد مصطفى الصمادي الشاعر1138هـ- 1726م:

مصطفى بن حسن بن محمد المعروف بالصمادي الدمشقي، من أهالي دمشق، كان كاتباً من كتّاب الخزينة السلطانية الميرية وقوراً ذا هيبة وحُسن معاشرة، اتقن صناعة الأدب وقول الشعر.

وقال عنه المحبي: له شعر أعدّه من هدايا الزمان، ولا أحسبه إلا من مفصّلات الجمان والبهرمان

مقتطفات من شعره:

ومحجّب أنف المرور بخاطري                      ويغار من مرّ النســـيم إذا ســـــرى

نحميــه عن نظر العيون نزاهة                       لم ترض أن يطأ القلوب على الثرى

صــلفٍ ولو قال الهلال مفاخراً                       أنـــا من قــلامة ظفره لاســــــتكبرا

وله أيضاً:

ومتيّم دنفٍ حكــى في ســقمه                         لهلال شــك قد بدا ميلاده

قد رقّ حتى كاد يخفيه الضنى                        عن عائد ورثى له حساده

لولا دخان تأوه من نار أشـــــ                        واق به لـــم تلقــــه عوّاده

وله في وصف فوّارة ماء:

وبي فوّارة غشّت وروداً                              ببركتهــا عليهــــا الماء سـالا

ولاحت وردة للعين حلّت                             بأعلاها فـــــزادتها جمـــــالا

تُحاكي قُبة الألمــاس فيها                             بســــــاطاً مـــن يواقيت تلالا

ويحملهــا عمود من لُجين                             لها المرجان قد أضحى هلالا

وجاء في ترجمته في كتاب أعيان القرن الثاني عشر الهجري:

“كاتب الخزينة السلطانية. أبو الوفا، نظام الدين مصطفى بن حسن بن محمد الحنفي السيد الشريف المعروف بالصمادي، ولد بدمشق ونشأ بها وأخذ عن أفاضلها، حضر دروس عبد الغني النابلسي وأجازه. تولى الكتابة في الخزينة السلطانية لشؤون الميرة

وله أشعار منها شعره البليغ:

إنّ الــــــــذين تقدموا لـم يتركوا                      مــعنى به يتقدم المــــــتأخرُ

قـــد أنتجـــــــوا أبكار أفكارٍ لهم                      عقمُ الـــمعاني مثلهــا متعذرُ

فــــإذا نصبنــا من حبـالٍ تخيــلٍ                     شِركاً به معنى نصيد ونظفرُ

عصفت سموم هموم فكر قطّعت                     تلك الحبال وفرّ منها الخاطرُ

والشعر في سوق البلاغة كـأسـد                     فترى البليغ كجاهل لا يشـعرُ

هذا الحبيب إذا تعذر واكتســــى                      شـــــــعراً فداك بمقته إشـعار

أو مـــا تراه إذا بدا في وجهــــه                      نفضـت عليه غبـارها الأكدار

وقال:

زنجي خـــال الخد يبدو واضحاً                      في وجنة قـد أشــرقت كنهــار

فــإذا العذار ســـطا عـليه ليلــة                       أخفاء تحت غياهب الأكــــدار

قال المرادي فيه: ” أحد الأدباء الكتاب الذين سحروا برقة بيانهم وبراعة بنانهم العقول والألباب، كان أديباً عارفاً محتشماً معظماً متقناً للفنون الأدبية عشوراً لطيفاً ذا هيبة.. توفي بدمشق 13 ذي الحجة ودفن بمقبرة الدحداح”[3]


[1] كتاب منتخبات التواريخ لدمشق لتقي الدين الحصني ص936.

[2] وردت في فهرس شعراء الموسوعة الشعرية في الصفحة 2158/1

[3] ذيل نفحة الريحانة 175-185، سلك الدرر 4/179 ( وفيه أنه توفي سنة 1137هـ)، الورد الأنسي (خ) ق 127

admin

الباحث محمد ماهر بن محمد عدنان بن محمد جميل الصمادي محام ومدرس جامعي خريج جامعات لندن وسويسرا، عمل في شركات دولية ومنظمات الأمم المتحدة في جنيف وكينغستون ودمشق، ومشاريع الاتحاد الأوربي في سورية، له العديد من الأبحاث منها في أنساب عائلة الصمادي.

This Post Has One Comment

اترك تعليقاً