الإمام عبد الله المحض بن الحسن المثنى

بن الحسن السبط بن الإمام علي كرم الله وجهه

سُمّي بالكامل لأن أباه الحسن بن الحسن وأمه فاطمة بنت الحسين(ر) والتي أمها أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله و سُمّي بالمحض لأنه كان يشّبه برسول الله (ص) تماماً وكان شيخ بني هاشم في زمانه ولد عام 70هـ/690م وتوفي 145هـ/ 746م[1] وله من العمر 75 عاماً، وقيل له بما صرتم أفضل الناس؟ قال عبد الله: ” لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد”

كان قوي النفس شجاعاً والمقدم فيهم وذا الكثير منهم فضلاً وعلماً وكرماً، ولما قدم أبو العباس السفاح وأهله سراً على أبي سلمة الحلال إلى الكوفة، ستر أمرهم وعزم أن يجعلها شورى بين ولد علي والعباس حتى يختاروا هم ومن أرادوا، ثم قال: أخاف أن لا يتفقوا، فعزم أن يعدل بالأمر إلى ولد علي من الحسن والحسين(ر)

وكان الامام عبد الله المحض قد ولد بالمدينة المنورة ونشأ فيها بين أهل البيت وهم أهل العلم والفضل والتقوى، وبعد ان نبغ واشتهر التف حوله عدد كبير من الناس ينتهلون من علمه وفضله، فوشى به بعض اهل الفتنة لدى الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور فاقدمه مع اسرته إلى بغداد سنة 144هـ وحبسهم في سجن فيها وعذبهم ومات بعضهم بالتعذيب

ومات الامام عبد الله المحض في الحبس ودفن في ضاحية من ضواحي بغداد الجنوبية. وقبره هنالك يزار وقد انتشئ عنده مسجد صغير يسمى مزار السيد عبد الله وهو يقع على الضفة الجنوبية من قناة اليوسفية وعلى بعد عشر كليو مترات إلى الغرب من قرية اليوسفية-الكائنة على مسافة 20مترا إلى الجنوب من جسر الخر حيث يمر فيها الطريق الموصل بين بغداد والحلة.

وقد أعقب عبد الله المحض ستة رجال هم: محمد ذي النفس الزكية وابراهيم قتيل باخمري وموسى الجون وأمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله ويحيى صاحب الديلم وأمه قرسية وأيضاً سليمان وإدريس وأمهم عاتكة بنت عبد الملك المخزومية.

وروى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبين: عمن لم يحضرني اسمه الآن، قال: كنا جلوساً مع فلان وذكر اسم الذي كان يتولى حبس عبد الله المحض(ر) فإذا برسول قد قدم من عند أبي جعفر المنصور ومعه رقعة فأعطاها ذلك الرجل الذي يتولى الحبس لعبد الله وإخوته وبني أخيه فقرأها وتغير لونه وقام متغير اللون مضطرباً وسقطت الرقعة منه لاضطرابه فقرأها فإذا فيها:” إذا أتاك كتابي هذا فانفذ في مذلة ما آمرك به، وكان الخليفة المنصور يسمي عبد الله(ر) مذلة وغاب الرجل ساعة ثم جاء متغيراً مضطرباً مفكراً، فجلس مفكراً لا يتكلم ثم قال: ” ما تعدون عبد الله بن الحسن(ر) فيكم ؟ فقلنا: هو والله خير من أظللت هذه وأقلّت هذه، فضرب إحدى يديه على الأخرى وقال: قد والله مات، وتوفي وهو ابن خمس وسبعين سنة في حبس أبي جعفر الدوانقي مخنوقاً.

انتهى كل حسن إلى عبد الله بن الحسن وكان يقال: من أحسن الناس ؟ فيقال: عبد الله بن الحسن ويقال من أفضل الناس فيقال: عبد الله بن الحسن، ويقال من أقول الناس فيقال: عبد الله بن الحسن

حدثنا تليد بن سليمان قال: “رأيت عبد الله بن الحسن بن الحسن وسمعته يقول: أنا أقرب الناس من رسول الله(ص) ولّاني رسول الله مرتين وولدتني بنت رسول الله مرتين “

حدثني محمد بن الحسين الأشناني قال: “حدثنا عباد بن يعقوب قال، حدثنا بندقة بن محمد بن حجارة الدهان قال: رأيت عبد الله بن الحسن فقلت: هذا والله سيد الناس كان ملبساً نوراً من قرنه إلى قدميه “.

حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: ولد عبد الله بن الحسن في بيت فاطمة بنت رسول الله(ص) في المسجد.

قال أبو الفرج الأصفهاني: “هؤلاء الثلاثة هم: ابراهيم بن الحسن بن الحسن والحسن بن الحسن بن الحسن وعبد الله بن الحسن بن الحسن وهؤلاء الثلاثة من ولد الحسن بن الحسن لصلبه قتلوا وماتوا في الحبس/ حبسهم أبو جعفر في محبس ستين ليلة، ما يدرون بالليل ولا بالنهار ولا يعرفون وقت الصلاة إلا بتسبيح علي بن الحسن[2]، قال فضجر عبد الله ضجرة فقال: يا علي ألا ما ترى ما نحن فيه من البلاء ؟ ألا تطلب إلى ربك عز وجل أن يحرمنا من هذا الضيق والبلاء ؟ قال فسكت عنه طويلاً ثم قال: يا عم إن لنا في الجنة درج لم نكن لنبلغها إلا بهذه الليلة، أو بما أو بما هو أعظم وأني لأبي جعفر بالنار موضعاً لم يكن ليبلغه حتى يبلغ منا هذه البلية أو أعظم منها، فإن تشأ أن تصبر فما أوشك فيما أصبنا نموت فنستريح من هذا الغم كأن لم يكن منه شيئ، وإن نشأ أن ندعو ربنا عز وجل أن يخرجك من هذا الغم ويقصر بأبي جعفر غايته التي له في النار، فقلنا، قال: لا بل أصبر، فما مكثوا إلا ثلاثاً حتى قبضهم الله إليه، وتوفي علي بن الحسن وهو ابن 45 سنة وكانت وفاته 46 للهجرة


[1] كتاب عبد الله الكامل بن الحسن المثنى – تأليف الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي

[2] رواه الطبري

admin

الباحث محمد ماهر بن محمد عدنان بن محمد جميل الصمادي محام ومدرس جامعي خريج جامعات لندن وسويسرا، عمل في شركات دولية ومنظمات الأمم المتحدة في جنيف وكينغستون ودمشق، ومشاريع الاتحاد الأوربي في سورية، له العديد من الأبحاث منها في أنساب عائلة الصمادي.

This Post Has One Comment

اترك تعليقاً